![]() |
|
« آخـــر الــمــواضــيــع »
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
|||
|
|||
![]() خمسة دروس ألقيت في شهر رمضان المبارك عام 1421 هـ في مدينة الدمام تلخيص لما مضى :عن الفتح في شهر رمضان في الأخلاق والسلوك . لسماحة الشيخ ��عبدالمحسن النمر�� الدرس الخامس: الفتح الروحي
(إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا( 1 )- سورة الفتح في هذه الليالي المباركة نأمل أن نهيئ لأنفسنا مقدمات علمية ومعرفية حول الفتح الذي نرجو من الله أن نكون من أهله في هذا الشهر الشريف وقد تعرضنا إلى الفتح العقلي والعملي والعبادي والفتح القلبي ، وذكرنا أن الفكر الصحيح إذا أنضم إليه عمل عبادي فإنه حتماً ينشئ أثراً قلبياً ، وحاولنا أن نجمع هذا الأثر القلبي أو نلخصه بما أسميناه بالنظرة التوحيدية ، إذا كان مقدمات الفكر الصحيح والمعرفة العقلية تامة مستفيدين من كتاب الله وما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام ومستنيرين بالعقل الصحيح والسليم في تحليل هذا الوجود ومراتبه . هذا العنصر وهذا الخط إذا أنضم إليه استجابة عملية خلقية عبادية صحيحة ينشأ من ذلك قلب سليم كما يقول تعالى : (إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ )(89) - سورة الشعراء القلب السليم هو الذي لا يرى في هذا الوجود معطٍ ولا يرجو واهباً إلاّ الله ولا يخاف منع مانع ولا بخل بخيل ولا يخاف إلاّ من قهر الله وجباريته . الفتح في عالم الروح : اليوم نحاول أن نتحدث عن فتح في عالم الروح . ماهي الروح ؟ الروح هي الكيان الجامع ، وهي الوجود الحقيقي المتنزل من العوالم العلوية العائد إلى لقاء الله عز وجل ، إلى المقامات العلوية . بين دائرتي الهلاك والبقاء : حتى نوضح هذه المسالة ، القرآن الكريم يشير إلى أن هذا الوجود وما ندركه ونعرفه من أشياء عبارة عن نوعين هالك وباقٍ . قال الله تعالى : ( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ۚ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )(88) – سورة القصص حتى تتضح لنا هذه المسألة ، حينما جئنا في هذا العالم مرت بنا أحداث ومواقف وسرور وحزن وآلام ، وأقدمنا على أعمال وتصرفنا تصرفات ، السؤال أين هذه الأعمال ؟! أو بتعبير آخر : ما حدث علينا قبل أربعين عاما لا نلمسه الآن ولا نراه ولا نحسه ، وما حدث قبل ثلاثين عاما أيضاً كذلك ، وهكذا ما حدث علينا قبل عام لا نلمس منه شيئا ، كذلك ما قبل شهر أو قبل يومبل حتى ما قبل سويعات ليس له ملمس الآن ، ليس له وجود الآن ، في عالمنا الصغيرما يحدث علينا الآن في هذه اللحظات هو أيضاً مثل سابقاته هالك منتهي الى الزوال ، إذن ما هو الباقي ؟ وما هي الحقيقة ؟ إذا كان كل هذا الذي حدث فيما مضى بل حتى الذي يحدث في هذه اللحظة هو في زوال ولا ووجود له ( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ )(88) – سورة القصص إذا نظرنا إلى هذه الأحداث والمجريات هي هالك،.... إلاّ وجهه ، إلا ما يرتبط بالله من هذه الأحداث ما يكون له غاية إلهية ذلك الجزء من الأشياء هو الباقي ( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ )( 88) – سورة القصص . ما هو المرتبط به ؟ ( فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ) (29) – سورة الحجر أرواحنا هي التي جاءت لتبقى . إذا فنت الأحداث ما الذي يبقى منها : الذي حدث في الزمان الماضي بما هو أحداث جارية في مدار عالم هذه الدنيا لا بقاء له لكلننا نجزم أن لكل أمر حدث ولكل قضية ولكل عمل عملناه له بقاء وله سرمدية وله حقيقة إذاً في ذلك الزمان الماضي رغم أن كل الأحداث بما هي مواد دنيوية فنت وذهبت وتغيرت صورها ،اليوم كل ما حدث لنا في الماضي إنما هو ذكريات حينما ننظر إليه بمقياس الوجود المادي إنما هو ذكريات ، لكن الذي له وجود هو كيان هذه الأحداث من جهته الإلهية . لتوضيح هذا المعنى نذكر قول الإمام الصادق عليه السلام : ( فهكذا الإنسان خلق من شأن الدنيا وشأن الآخرة فإذا جمع الله بينهما صارت حياته في الأرض لأنه نزل من شأن السماء إلى الدنيا فإذا فرق الله بينهما صارت تلك الفرقة هي الموت ترد شأن الآخرة إلى السماء ) لربما هذا الحديث يضيء لنا نحن الآن في وجودنا لسنا وجوداً منحصراً ، نحن مركبين ولنا امتداد ، جزء هذا الوجود منته وزائل وجزءه لا يفنى ، هذا الجزء الباقي بالنسبة لنا هو الروح نحن بالأمس حينما كنا نعيش عالم الدنيا وآثارها كنا نعيش تلك الأحداث بجزئينا ، فنى أحد جزئينا وبقي جزءنا الآخر وهو حقيقتنا الباقية . اليوم الأمر كذلك ، هذه اللحظة نحن كذلك ، هذه اللحظة نحن نعيش وجودنا بجزئيه جزءه المرتبط بهذه المركبات المادية الدنيوية بأحزان الدنيا وبأفراحها ومسراتها والعلاقات الدنيوية ، وفي عين هذه اللحظة نحن نعيش وجودنا الأخروي ،وجودنا الأخروي ليس وجوداً يأتي بعد فناء وجودنا الدنيوي ، لا .. الإمام عليه السلام يقول : ( فإذا اجتمعا صار الإنسان في عالم الدنيا ) فوجودنا الأخروي حي وموجود ، هذا هو الروح ، الروح ليست من شأن هذه الدنيا ، الروح وجودها وامتدادها وحقيقتها شأن علوي سماوي ، ومن هنا تنفتح لنا نافذة إلى أن نبدأ بتبصر حقيقة ، مفاد هذه الحقيقة أننا في حين معايشتنا لأمور المادة والدنيا نحن أيضاً وفي نفس الوقت نعايش وجودنا الحقيقي والأخروي . نحن لنا وجودنا وجذورنا الأخروية ، في نفس الوقت الذي لنا وجودنا الدنيوي . لماذا لا ندرك البعد الأخروي : قال الله تعالى : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ)(22) - سورة ق لم تقل لقد كنت في غيبة وفي جهل ، لا لقد كنت في غفلة فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد . شهر رمضان فرصة لادراك العالم الملكوتي: من أجمل المحاولات لأن تتسع لنا هذه النافذة قليلاً بأن نجرب وننطلق في نظرتنا لهذا العالم الملكوتي أن نفرغ أنفسنا في هذه الليالي المباركة ونناجي الله بقلوب مخلصة ونخلي مشاعرنا وأحاسيسنا وارتباطاتنا . علينا أن نختارلذلك من الأوقات أفرغها وأكثرها شاعرية وهدوء وتوجه إلى الله بقلوب مخلصة ، لربما مرت على كثير من الناس مثل هذه اللحظات . في هذه اللحظات يشعر الإنسان بكيان وجوده أنه الآن أمام حالة لا تنحصر في هذه الفترة الزمانية التي يناجي فيها الله ،وإنما يشعر بأنه يتحرك في عالم لا حدود له ولا حد لكماله ولا لزمانه . أذكر تجربة عن بعض المؤمنين الذي كان يعيش في مثل ليالي رمضان تحت طائل السجن والانفراد والانعزال ، فكان يناجي الله ويتقرب إلى الله وربما كانت هناك لحظات ينفتح فيها قلبه ، يشير هذا الإنسان أنه كان يدعو الله بأنواع الدعاء من الرحمة والفرج وأن ينجيه الله مما فيه ، وفي لحظة التفت إلى السجّان الذي كان يطوف حول الغرف ، وتحدث مع نفسه إن هذا السجّان يتمتع بالحرية التي يفقدها ، ويتمتع بالأمن الذي يفقده وهو في آخر النهار يذهب إلى عياله ، وأصبح هذا السجين يخاطب نفسه ويقول: أنا أتقرب إلى الله بهذه الأدعية والمناجاة وبأسمائه الحسنى وبجليل صفاته وبأوليائه المقربين وملائكته لكي يهبني حالة مثل حالة السجّان التي هي مرحلة غير بعيدة عن مرحلة البهائم ، أنا أطلب من الله الفرج والأمن وكفّ الأذى ، هذا السجّان يتمتع بهذا الأمن ، هل أن رجائي هو حرية مثل هذه الحرية ؟ هل إن أملي أن أغدو وأروح إلى أصحابي كما يفعل هذا السجّان؟ فالتفت لنفسه وتركزت في باله هذه الحقيقة أن هذا ليس سعيي وليس غايتي . فتفطن أن هذه الغايات التي تدور على لسانه ليست هي غاياته هو يريد من الله شيء آخر، هو يريد من الله أمن لا يشوبه شائبة ، أمن هذا السجّان أمن وهمي ، هو يريد من الله عز وجل نعمة لا تشوبها شائبة الشقاء ، هو يريد من الله ارتباطا به سبحانه يغنيه عن كل نقص ويبعده عن كل زوال . وإذا نحن تفطنا وفتشنا في أنفسنا لوجدنا أن هذا هو غايتنا ، هذه هي الحقيقة التي نسألها الله أن يبلغناها ، هذه الحقيقة هي التي تريدها الروح وتتحرك إليها الروح ، الروح ليست موجود مختزن في هذا العالم حتى يكون هدفها ورجاؤها وسعيها هو هذه السعادة المرتبطة بهذا العالم والعياذ بالله الإنسان البعيد بفكره عن عالم الآخرة ، الإنسان الذي يقصر نظره على مجرد وجود هذا العالم الدنيوي هذا الإنسان يصعب أو يكاد يكون من المستحيل أن يكون له ارتباط بالله عز وجل . لأن غاياته منفكة عن وجوده الحقيقي وجوده الحقيقي هو روحه ، روحه مرتبطة بالله عز وجل ( يا بن مريم لو رأت عيناك ما أعددت لأوليائي الصالحين لذاب قلبك وزهقت نفسك شوقاً إليّ فليس كدار الآخرة دار تجاور فيها الطيبون ويدخل عليهم فيها الملائكة المقربون وهم ممن يأتي يوم القيامة من أهوالها آمنون ) الغاية الحقيقية : سعينا الحقيقي وغايتنا الحقيقة هي توفية أغراض ومتطلبات روحنا وروحنا تعيش حالة الوجود اللامحدود الذي لا يحده عالم الدنيا ولا تحده أيضاً العوالم التي تتلوه لأن هذه الروح بعد أن سواها الله نفخ فيها من روحه (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي) (29) – سورة الحجر فهذه الروح لا يطفئ ظمأها ولا يشبع نهمها إلاّ بالسعادة التي تستمدها من الله عز وجل ، بالكمال المرتبط بالله . لعلي إن شاء الله أتمكن في مناسبات أخرى من الاستشهاد بما ذكره العلماء والمحققون في هذا الباب . ماذا تكسب الروح من عالم الدنيا ؟ ....يتبع |
#12
|
|||
|
|||
![]()
تابع الفتح الروحي
ماذا تكسب الروح من عالم الدنيا : الآن ننتقل إلى نقطة ثانية : إذا علمنا بأن هذه الروح التي هي مرتبطة بالله وسعادتها وكمالها هما السعادة والكمال الأبديان فما الذي تكسبه الروح في هذا العالم ؟ نحن في هذا العالم بدأنا بروح منطلقة من عالم الصفاء الفطري ، أروحنا في بدايتها وتكونها وأصلها تنطلق من هذا النعيم الفطري ، القرآن حينما يتحدث عن آدم عليه السلام والجنة التي كان فيها آدم ( إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى)118 سورة طه .لا يذوق فيها نقص ، كل رغباته وغاياته وآماله الفطرية متوفرة ، آدم عليه السلام كان يعيش في هذا العالم ، هذا العالم هو عالم النعيم الفطري ، بمرور أرواحنا في عالم الدنيا الأصل والمقصود فيها هو الارتقاء إلى جنات أعلى وأسمى من الجنات التي توفرت لنا سابقاً . ليست قضية إبليس وما نتلوه من القرآن وما نزل على المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم من حديث إبليس وما جرى له مع آدم هو لمجرد أن نعرف حادثة زمانية جرت على أبينا آدم كالأب الذي يحدث أبنائه عن أجداده . . لا ، القرآن لا يحدثنا عن قصص الآباء والأجداد حتى نفهم من قضية آدم أنها قضية حدثت لآدم الآن لو تركنا كل التفاصيل جانباً لكن يمكننا أن نستفيد أمراً واضحا وهو أن الله ساقنا إلى هذه الدنيا لكي نزداد مع كمالنا الفطري كمالاً ، ومع صفائنا الفطري صفاءً ، ومع معرفتنا الفطرية معرفة ، ومع ارتباطنا الفطري بالله ارتباطاً ، ومع محبتنا الفطرية لله حباً ، وإلاّ عادت علينا هذه الدنيا وبالاُ. حالات الروح في عالم الدنيا : نحن في حالاتنا مع هذا الموجود الثمين،مع هذه الدرة الربانية التي هي الروح في صفائها الفطري لنا معها ثلاث حالات : الحالة الأولى: حالة اللهو والغفلة والانشغال بالأمور المادية الدنيوية والمعيشية بدون أن نتجاوز أمر الله ، بمعنى أن نكتفي أن نقدم على الأعمال في حدود الشرع دون أن نتجاوزها ، ولكننا نكون مشغولين بأمور هذه الحياة ، بل نتصور أننا حين نقوم بأعمالنا الشرعية الواجبة علينا بهذه المرحلة ، أي نؤدي ما علينا من صلاة وحج وصيام ونحن في حقيقتنا غافلون ، هذا ممكن بل لربما هو الغالب علينا – على عامة الناس غيركم – يقوم بآداء الصلاة لكي لا يعاقب على تركها ولكنه لا ينال من ورائها شيءً . الحالة الثانية : هي أن الانسان يضيف على هذا الصفاء الفطري الذي جاء به إلى عالم الدنيا كدورة وقذارة بتجاوزه لحدود ما أمر الله حينما يغتاب ويكذب ويتجاوز حقوق الآخرين ، حينما يقضي وقته في أمور محرمة فإن نتيجة هذه الحالة أن ذلك الصفاء الفطري يحاط بهالة من الشوائب والكدورات ما قد يتحول والعياذ بالله مع التكرار والمداومة إلى حجاب لا يمكن أن ينفـك . الحالة الثالثة : وهي ما نسعى إليه ونتمناه ونرجوه ونتحرك من أجله ، وهي أن نسوق معارفنا وادراكاتنا وأفكارنا إلى الاستزادة من التعلق بالله ، المحب يحب حبيبه لكن إذا كان المحبوب كاملاً ؛ فكلما ازداد به معرفة وازداد فيه تفكراً وازداد له ذكراً ازداد له حباً وهذا ما أسميناه بالفتح العقلي . كيف نحقق بالحالة الثالثة فتحا : إذا نحن جمعنا إلى جانب هذا التفكير عملاً بما أمر الله وآداء لما سنه المصطفى صلى الله عليه وآله من عبادات وأخلاقيات فإننا نكون قد وجهنا إلى هذه الروح رسائل كمالية أخرى تنظم إلى كمالاتها الفطرية وإذا أضفنا إلى العنصر الثاني - بعد الفتح العقلي والعملي - فتحا قلبيا مليئاً بالشوق والمحبة والأدب مع الله ، حين ذاك نكون قد حملّنا هذا الصفاء الفطري ملاكات وكمالات جديدة تضيف إلى سعادتها سعادات ، وإلى أنسها أنسا ، وإلى صفائها صفاءً فتشرق الروح على أنوار عالم الوجود وتنطلق الروح إلى عالم الكمالات التي تتلألأ في عالم الوجود العلوي فتنال حين تخلصها وفراقها لهذه النشأة المادية حينما تنفصل هذه الروح عن عالم البدن كمالات هذا الوجود المادي بأنقى وأعلى صورها ، وتضاف إليها كمالات الوجود الروحي والمعنوي ، لهذه الغاية خلق الإنسان ولهذه الغاية يتعبد الإنسان . ونحن في هذه الليالي المباركة ، وفي هذه اللحظات التي جعلها الله عز وجل ذات أثر مضاعف في الوصول إليه في شهر التوبة وهذا شهر الإنابة -إن شاء الله- التفتنا إلى معنى الإنابة فليس المقصود منها الإنابة من حالة الذنب إلى حالة ترك الذنب ، بل الإنابة هي من الاقتصار في النظر والتحدث والفكر والتأثر الروحي والقلبي للعالم المادي إلى النظر والتفكر والتعلق بكمالات الارتباط بالوجود اللامحدود ،للموجود المطلق ( وهذا شهر التوبة وهذا شهر الانابة وهذا شهر المغفرة والرحمة) . والحمد لله رب العالمين |
![]() |
|
|