|| منتديات حوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية ||  

العودة   || منتديات حوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية || > || الأقسام الثقافية || > السائحون

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: مواعيد الاجتماعات للفصلين الدراسيين لعام ١٤٤٧_٢٠٢٦/٢٠٢٥ (آخر رد :بثينه عبد الحميد)       :: عدد أسابيع الدراسة لحوزة بنت الهدى لعام ١٤٤٧_٢٠٢٥ (آخر رد :بثينه عبد الحميد)       :: مسلم بن عقيل .. سفير فوق العادة ( 4 محرم 1447 هـ ) || الإستاذة أم حسين بو حليقة (آخر رد :abeer abuhuliqa)       :: الخطة الدراسية لعام 1447هـ / 2025م (آخر رد :Sukaynah)       :: الدعاء في مدرسة أهل البيت عليهم السلام ( الدرس الرابع عشر ) (آخر رد :abeer abuhuliqa)       :: الدعاء في مدرسة أهل البيت عليهم السلام ( الدرس الثالث عشر ) (آخر رد :abeer abuhuliqa)       :: الدعاء في مدرسة أهل البيت عليهم السلام ( الدرس الثاني عشر ) (آخر رد :abeer abuhuliqa)       :: الدعاء في مدرسة أهل البيت عليهم السلام ( الدرس الحادي عشر ) (آخر رد :abeer abuhuliqa)       :: الدعاء في مدرسة أهل البيت عليهم السلام ( الدرس العاشر) (آخر رد :abeer abuhuliqa)       :: الوالد العلامة .. الشيخ البريء / بقلم هدى الشيخ عبدالمحسن النمر في ذكرى تأبين والداها (آخر رد :abeer abuhuliqa)      


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-13-2025, 04:19 PM
abeer abuhuliqa abeer abuhuliqa غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Oct 2013
المشاركات: 127
افتراضي الدعاء في مدرسة أهل البيت عليهم السلام ( الدرس الحادي عشر )

الدعاء في مدرسة أهل البيت عليهم السلام ( الدرس الحادي عشر )


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين، حبيب الله ونجيبه وخيرته من خلقه، أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين الأئمة المهديين، واللعن الدائم على أعداءهم وظالميهم إلى قيام يوم الدين.


بسم الله الرحمن الرحيم:
"وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِیۤ أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنِ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ" (غافر: 60).
صدق الله العلي العظيم


من أهم خصائص مدرسة الدعاء في منهج أهل البيت عليهم الصلاة والسلام هي إعادة تركيب النفس وتجلية مطالبها وأهدافها على النهج الذي يسير بالإنسان إلى الكمال. من أشق ما يقع فيه الإنسان هو أنه يضيع ترتيب أهدافه وغاياته وغرائزه، فيسلم لذهنه قيادة السام منها، وتضيع أهدافه الحقيقية في خضم متابعة مطالبه وأهدافه ولذائذ مؤقتة سريعة الفناء والانتهاء.


وقد أشرنا إلى أن الحب، الذي هو أرقى مراتب المشاعر الإنسانية، وأكمل وأقوى مشاعر الإنسان، قد يوجه توجيهًا ضالًا منحرفًا. وحينما يضل حب الإنسان عن منهجه وطريقه، ستضيع معه سائر الغرائز. سعادة الإنسان و رغباته ومشاعره ستضطرب وتختل، وإرادته سوف تنحرف عن مسار الحق والنجاح الحقيقي، وعن مسار كمال نفسه وروحه.


مدرسة الدعاء عند أهل البيت عليهم الصلاة والسلام تحل لنا أصعب مراحل وساحات ضياع الإنسان. انحراف حب الإنسان هو الذي يجر وراءه سائر الانحرافات. صدقه سوف يضيع، وسلامة نفسه الإنسانية سوف تقع أسيرة لهذا الهوى. عندما نتوجه إلى مدرسة أهل البيت في الدعاء، يعلمنا سادتنا وموالينا عليهم السلام ماذا نحب وماذا تشغف به قلوبنا.


بل إن المشكلة التاريخية في معرفة حل هذه العقدة التي لم تستطع الكثير من المذاهب والديانات أن تتعرف عليها بشكل صحيح، تكمن في مدرسة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام. ماذا نحب؟ وأين حبنا الحقيقي؟ هل أهواءنا محصورة في شكل أو منظر أو لباقة أو جانب من جوانب الكمالات؟ أم في حقيقتها حبنا الحقيقي هو في الكمال الذي لا يحده حد؟


ربما بادئ الأمر يصعب علينا إدراك بعض معاني ومشاعر المحبين. يقول أمير المؤمنين عليه السلام موضحًا لنا أقوى مشاعر المحبة التي قد لا نستوعبها بداية، والتي قد نجد صعوبة في إدراكها على نحو المعرفة الصحيحة، يقول أمير المؤمنين عليه السلام: "هبني يا إلهي وسيدي ومولاي، صبرت على عذابك فكيف أصبر على فراقك؟" شدائد الدنيا والآخرة ومشقتها في كفة، وحرارة فقد الحب الحقيقي في كفة أخرى. أقصى درجات العقاب أهون على المحب الحقيقي من حرارة الابتعاد عن محبوبه.
أي حب هذا يا أمير المؤمنين؟ هذا الحب الذي فراقه أشد مضاضة من كل العذابات!


في مدرسة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام تتعالى درجات المحبة والعشق لله عز وجل إلى حد أن أمير المؤمنين عليه السلام لا يتحمل لحظة من لحظات فقدان هذا الحب. من أين ينطلق هذا الحب؟ كيف يحقق الإنسان بعض درجات هذه المحبة حتى يهون عليه أنواع العسر الذي يلاقيه في سبيل هذا الحب؟ نعم، لن يكون الوصول إلى درجات العليا من هذه المحبة أمرًا سهلاً، لكن مع ذلك هناك في بواطن رغباتنا، وفي فطرتنا الطبيعية، أساسيات هذا الانطلاق وبذرة هذا الانطلاق.


يقول أمير المؤمنين عليه السلام:
"هبني يا إلهي وسيدي ومولاي وربي، صبرت على عذابك، فكيف أصبر على فراقك؟".
كتب أهل المعرفة وأهل السير والسلوك لتوضيح وجذب أنفسهم إلى الحب الحقيقي، وعبّروا عن هذه الروح وهذه المشاعر بلطائف من الكلام وجميل من التعابير، لكنها لا تصل إلى عشر ما تعلمناه من دروس أهل البيت عليهم الصلاة والسلام.


كيف تتولد في نفوسنا هذه المحبة التي فقدانها، فراق هذا الحبيب، فقدان هذا الحب يهون أمامه كل الشدائد؟
"هبني يا إلهي، صبرت على حر نارك، فكيف أصبر عن النظر إلى كرامتك؟"


الكرامة شيء ما فوق مرحلة العطاء المادي. إنها حالة من الانجذاب الروحي الذي يتحقق بالحب والتعبير عن الحب. الكرامة من الله عز وجل لعبده هي جوهر كل العطاءات والفيض الإلهي. لو أن رجلًا ذا شأن وذا سلطان وذا قدرة وذا هيبة وذا جلال، وهبك كل أشكال العطاء ولكنه حجب عنك محبته، فقد أعطاك مالًا وسلطانًا وجاهًا، لكن حجب عنك محبته، سيبقى شيء ما في نفسك لم تتحقق غاية رغبتك.


علينا أن نعيد النظر في هذه النعم التي وهبنا الله إياها. هل وهبنا الله عز وجل هذه النعم رغبة في شيء منا؟ جلّ وعزّ سبحانه عن أن يكون له حاجة عند عباده. هل أعطانا كل هذه الخيرات: السمع والبصر والفهم والعقل والإدراك، واليد التي نعمل بها، والأرجل التي نسير بها، وسائر كوامننا، وهذا الخلق القويم؟ "لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ فِیۤ أَحۡسَنِ تَقۡوِیمࣲ" (التين: 4). لغاية، لرغبة، لخشية؟ حاشا الله أن تكون له حاجة إلينا أو بنا منفعة.


هذا كله أيها الأحباب المؤمنون الصادقون هو كرامة لنا من الله عزوجل، وهي أعلى وأجل من النعيم نفسها، العين والبصر والسلامة والصحة والعقل كلها نِعم لكن أعز وأجل وأكرم منها وأعلى مرتبة هي هذه الكرامة من الله عز وجل لنا.


"هبني يا إلهي، صبرت على حر نارك، فكيف أصبر عن النظر إلى كرامتك؟"


علينا أن ننظر إلى ما وراء هذه النعم المادية، إلى علاقة المنعم جل وعلا بنا، إذا فتحنا أبصار قلوبنا عبر مدرسة علي وآل علي، مدرسة رسول الله صلى الله عليه وآله، بالنظر إلى حب الله لنا وكرامة الله عز وجل بنا، وقد فتحت لأبصار قلوبنا طريق حبه جلّ وعلا.


نسأل الله عز وجل أن يفتح لأبصار قلوبنا أبوابًا إلى إدراك هذه الكرامة الإلهية. نحن في كل يوم، في كل آن، في كل لحظة، حينما نوجه أبصار هذه القلوب نحو مصدر كل الجمال وكل الخير وكل العطاء وكل الفيض، نجد أن مشاعر الحب لله عزوجل تتجدد. وبهذه المشاعر نقطع خطوات نحو مراتب الكمال الأتم، نحو ذروة الكمال والمحبة الإلهية. وعندها سنشعر بأن هذه الأيام والشدائد التي نواجهها، ستكون هينة أمام استحقاق هذه الكرامة من الله عز وجل.


نسأله جل جلاله، وجاه محمد وآله صلوات الله وسلام عليهم أجمعين، وجاه سيدتنا وفاطمة الزهراء التي نعيش هذه الأيام ذكرى الكرامة الإلهية والنعمة الإلهية الكبرى بوجودها في حياتنا وبارتباطنا بها صلوات الله عليها، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
الملفات المرفقة
نوع الملف: pdf الدرس الحادي عشر.pdf‏ (343.6 كيلوبايت, المشاهدات 0)
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:53 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.