![]() |
|
« آخـــر الــمــواضــيــع »
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() ![]() •┈✨✨••✦▫��▫✦••✨✨┈• *��**خمسة دروس ألقيت في شهر رمضان المبارك عام 1421 هـ في مدينة الدمام عن الفتح في شهر رمضان في الأخلاق والسلوك . لسماحة الشيخ ��عبدالمحسن النمر�� ��الدرس الاول: �� بسم الله الرحمن الرحيم �� ( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا )سورة الفتح آية 1 ورد الفتح في القرآن الكريم في عدة موارد منها قول الله تعالى: (وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ) سورة الصف آية13 . الفتح الذي تشير إليه الآية هو الفتح الدنيوي والذي له عدة مراتب : فالفتح أولاً : هو دحر العدو ورد الأعداء إلى الأعقاب ، وتحويل الأعداء إلى أسرى بيد الفاتحين أي بمعـنى أن الأعداء إما أن يقتلوا أو يأسروا ، وربما يتحولو إلى أنصار أو على الأقل يندحروا ويفروا أمام الجيش الفاتح . الثاني من أجزاء الفتح : هو توسيع رقعة أملاك الجيش الفاتح ، واستيلائه على أراضي ومواقع جديدة وثروات جديدة وأملاك جديدة . والثالث : هو أن الفاتح يزداد قوة وهيبة ومكانة ورهبة . والرابع : أن الفاتح يذوق طعم النصر بعد أوقات المنازلة والشدة بحيث يتقدم يوم .. ويتأخر يوم آخر ، يقتل ويقتل ، يصيب ويصاب بعدها حينما يأتي الفتح فإن للحظات النصر طعم ولذة وسعادة . لكن هناك من الفتوح ما هو أسمى وأغلى وأثمن من الفتح الدنيوي والفتح المادي ، هذا الفتح المادي على شأنه إلا انه أقل الفتوح قيمة . إذا قارنا الفتح المادي بالفتح الذي نتمناه ونرجوه ونسعى إليه في شهر رمضان كان ذلك الفتح لا يصل إلى قيمة فتوحات شهر رمضان ، كل فتح ونصر وغلبة مادية لا تصل قيمتها إلى أدون فتوحات الروح والقلب . إذا نحن قررنا وعزمنا على أن ننال فتحاً من فتوحات الروح والقلب التي تتهيأ في هذا الشهر الكريم : ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5))سورة القدر ، ألف شهر هو تقريباً المتوسط الطبيعي لعمر الإنسان ، ألف شهر هي في حدود الثمانين سنة . شهر رمضان أثره ونتيجته وما يمكن أن نناله يكون بمقدار ما نسعى إليه في عمرنا كله ، نحن في أعمارنا نجتهد في القراءة والكتابة وأنواع التعلم وأنواع المهن وأنواع القدرات وكلها لغايات وكل هذه الغايات لا قيمة لها إن لم تصب في غاية تكامل الإنسان ، إذا تعلمنا وأحسنا القراءة والكتابة وبذلنا عشر سنين أو أكثر ونلنا أعلى الشهادات وبلغنا أعلى مراتب العلم والمعرفة ثم لم تنتهي بنا هذه الجهود إلى السير إلى الله والتقرب إليه سبحانه فهذه الثلاثون سنة ليس لها قيمة ، قيمتها هي ما ناله الإنسان في هذه السنيات المتبقية من عمره التي إذا قيست بحقيقة الإنسان وكيانه لا تكون إلاّ كالنقطة في البحر أو أقل من ذلك . الإنسان وجود أوسع آلاف المرات بل ملايين المرات من هذه السبعين أو الثمانين سنة التي سوف يعيشها ، كل جهوده في هذه الثمانين سنة يجب أن تصب إلى أمر يعـود إلى كيانه وحقيقته ... كم صلاة صلى ؟! كم خدمة للمؤمنين قدم ؟! كم طاعة لله قدم ؟! هذا كله الذي يبقى له .. هذا كله إذا جمعه بمجموعه قد يحقق فتحاً ونصراً وقد لا يحقق ، إذا أحسن في هذه الثمانين سنة قد يحقق نصراً وفتحاً وقد لا يحققه . ليلة القدر خير من هذه الثمانين سنة ، ما يمكن أن يفتح الإنسان لنفسه في شهر رمضان لا تسعه الثمانون سنة وليس بمقدارها ، القرآن الكريم لم يقل ليلة القدر مثل ألف شهر .. بل ليلة القدر خير من ألف شهر ، لن نحقق في عمرنا كله من أوله إلى آخره هذا الفتح الذي يمكننا أن نحققه في ليلة القدر من شهر رمضان . ثانياً : إن من الأمور التي ترشدنا إلى قيمة شهر رمضان (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ )سورة البقرة آية185، كل أشهر السنة ربما نالت من بركات تنزل جزء من القرآن فيها ، ولكن شهر رمضان نال تنزل القرآن كله . ونحن نعلم أن كل خير في هذا الشهر ، شهر الخير والرحمة والمغفرة والإنابة ... كلها من بركات هذا الشهر ، لكن الذي يظهر أنها كلها من بركات القرآن الكريم . القرآن هو كتاب الرحمة و تنزل القرآن الكريم في شهر رمضان جعل شهر رمضان ينال كل البركات وأصبح شهر رمضان شهر الرحمة وشهر كل الفلاحات ، فإذا وجدت رحمة وعلم ونور في غير القرآن الكريم ، يمكن أن توجد رحمة وخير ونور في غير شهر رمضان !! إذن شهر رمضان هو شهر أعظم الفتوحات . في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وآله : ( ومن صام في شهر رمضان في إنصات وسكوت ، وكف سمعه وبصره ولسانه وفرجه وجوارحه من الكذب والحرام والغيبة تقرباً ، قربه الله منه حتى تمس ركبتاه ركبتي إبراهيم خليل الرحمن ) عليه وعلى الرسول صلى الله عليه وآله أفضل الصلاة والتسليم ، تحقيق صيام شهر رمضان يصل بالإنسان إلى هذا المقام ، بحيث أن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يقل فقط أنه مع الأنبياء بل قال : ( حتى تمس ركبتاه ) وهذه كناية عن الانضواء والاندماج والنيل من أسمى مقامات ما يناله الأنبياء عليهم السلام أجمعين . هذه تهيئة وأرضية صالحة لكي تتحرك نفوسنا لتحقيق معاني الفتح يفترض أن ننال منها برحمة الله وبركاته وبشفاعة المصطفى صلى الله عليهم أجمعين إن كان لنا نصيب صادق ثابت - إن شاء الله- من فتوحات هذا الشهر أن ننال هذه الحالات الأربع ( حتى نحقق الفتح ) بأن يندحر عدونا ، وأن ننتقل إلى مرحلة جديدة ، وأن نزداد قوة إلى قوتنا ، وأن نذوق طعم الفتح والنصر . لكن إذا دخل شهر رمضان وتصرمت أيامه ولياليه ونحن لم ندحر عدواً ، ولم نتحرك إلى مراحل ، ولم تتوسع ما بأيدينا من ملكات وقدرات ، ولم نزدد إلى قوتنا قوة ، ولم نذق طعم النصر في هذه الليالي ، فنحن لم نعرف من الفتح شيء حتى لو صمنا عن المحرمات الإحدى عشر وذهبنا وجئنا وعملنا ... ما لم ننل من هذه الأمور فإننا لم نحقق حقيقة الصوم ( ما أكثر الجوع وأقل الصوم ) ، إذا مضت علينا أيام وليالي شهر رمضان ولا زال أعدائنا أحياء وأقوياء يملكون التأثير والقدرة علينا فإننا لم نفتح شيء ، إذا دخل شهر رمضان وخرج ونحن لم نتحرك من الساحات و من الأراضي التي نقف عليها فإننا لم ننل من حقيقة شهر رمضان شيء ، إذا دخل رمضان وخرج ونحن لم نزدد قوة وهيبة فإننا لم ننل من رمضان شيء ، إذا دخل رمضان وخرج ونحن لم نذق طعم النصر والغلبة فإننا لم ننل من حقيقة رمضان شيء . ____________________ ��نشاط حوزة بنت الهدى الثقافي. التعديل الأخير تم بواسطة بثينه عبد الحميد ; 06-01-2016 الساعة 02:06 AM |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|