عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 05-19-2016, 08:22 PM
بثينه عبد الحميد بثينه عبد الحميد غير متواجد حالياً
Member
 
تاريخ التسجيل: Mar 2016
المشاركات: 91
افتراضي الفتح الرمضاني في الأخلاق والسلوك ...الدرس الثاني : ساحة الفتح

خمسة دروس ألقيت في شهر رمضان المبارك عام 1421 هـ في مدينة الدمام
عن الفتح في شهر رمضان في الأخلاق والسلوك .
لسماحة الشيخ

��عبدالمحسن النمر��

الدرس الثاني: ساحة الفتح .

�� بسم الله الرحمن الرحيم ��

بعد أن عرفنا كيف نقيس تحقق الفتح نتطرق الآن إلى ساحة الفتح . . .

الساحات التي نتحدث فيها عن الفتح ليست هي مثل ساحات الأرض الممتدة التي تقع بين دولة وأخرى , فالأراضي التي تتصارع عليها الجيوش هي أراضي يمكن قياسها بالمساحات , مثلاً بأجهزة العـدّ والنظر يمكن أن نتوصل إلى قياسها , ويمكن أن نرى مقدار التقدم والتأخر ونعرفه معرفة واضحة , فالجيش إذا تقدم نعرف مقدار تقدمه وإذا تأخر نعرف مقدار تأخره . هناك حدود للمساحة المفتوحة ، المساحة التي تدور عليها رحى الحرب .
هذا في الساحات المادية أما في الساحات المعنوية فلا حد لساحة النزاع ولا حد لساحة الفتح , وسوف يتضح لنا هذه الأمور في الدروس القادمة إن شاء الله .
أول هذه الساحات هي ساحة السيرة والسلوك والخلق والأعمال , وهذه الساحة نحتاج فيها إلى فتح . . . نحتاج فيها إلى شهر رمضان . . نحتاج فيها إلى هذه الليالي المباركة . أخلاق الإنسان وحسن أخلاقه وضيق نفسه وضيق حلمه ، شجاعته وقدرته ، صبره وحسن تعامله , كرمه وهيبته ، وقاره ، صمته وفكره . . هذه الساحة الأخلاقية لا يملك الإنسان فيها تمام القدرة على الحركة ، فهو ورث من أهله شيء وتربى على شيء ، الظروف المحيطة به أيضاً لها تأثيرها وضيقها وسعتها .
إرادته هي الجزء الرابع المؤثرة في أخلاقه . الإرث له دور ، التربية لها دور ، الظروف الاجتماعية والمعـيشية لها دور في تكوين أخلاق الإنسان ، وإرادة الإنسان هي الجزء الرابع المؤثر في أخلاق الإنسان . أخلاق الإنسان لا يكونها ما يرثه فقط , ولا يكونها ظروف تربيته فقط , ولا تكونها الظروف الاجتماعية التي يعيش فيها فقط, ولا تكونها إرادته فقط ، بل هي حصيلة هذه الأمور الأربعة .

لا يعيش الانسان في لحظة من اللحظات إلاّ ويقوم بعمل مستحب يأكل بنية التقوي ، يتحدث بنية التسامر وإدخال السرور إلى من يتحدث لهم ، لا يكون مشغـول بذكر الله عز وجل يجد فراغ يقرأ من القرآن يتعلم علم . . .
الخلاصة : من يريد أن يصل إلى الفتح لا يغفل عن الله , هذا معنى الصمت الذي نريد أن نشير إليه , بمعنى أن الإنسان لا يقضي وقته ولا إمكانياته في أمور لا فائدة له فيها ولا خير له فيها . الإمام زين العابدين عليه السلام لم يتكلم إلاّ بدعاء أو تسبيح أو استغفار أو تكبير .
الإمام الصادق عليه السلام يقول : (إذا صمتم فإحفظوا ألسنتكم عن الكذب وغضوا أبصاركم ولا تنازعوا ولا تحاسدوا ولا تغتابوا ولا تماروا ولا تكذبوا ولا تخالفوا ولا تغاضبوا ولا تسابوا ولا تشاتموا ولا تنابزوا ولا تجادلوا ولا تظلموا ولا تسافهوا ولا تزاجروا ولا تغفلوا عن ذكر الله عز وجل ) قد يتصور الإنسان أن هذه المسألة في غاية الصعوبة ، لكن إذا عزم وتحرك وأراد أن يكون وقته كله لله عز وجل فسوف ينال هذا أو جزء منه ولكي نصل الى هذه المرتبه .

وإذا أردنا أن نصل إلى الفتح علينا المحافظة على هذه الأمور :

أولاً : المحافظة على صلاة الليل نحن في شهر رمضان فأين نحن من صلاة ؟ لا تأخذ أكثر من نصف ساعة وهي أقل من جلسة حديث قد تستغرق أكثر من نصف ساعة . إذا لم نحافظ على صلاة الليل في هذا الشهر الشريف فماذا نفعـلوا في هذا الشهر ؟!
نسأل الله عز وجل أن لا نكون أكثر حسرة ممن باع يوسف عليه السلام بثمن بخس ، الذين وجدوا نبي من الأنبياء القرآن يذكر لنا ( فشروه بثمن بخس ) إذا نحن لم نصل صلاة الليل في شهر رمضان ألا نخاف أن نكون ممن نبيع شهر رمضان بثمن بخس !!
ثانياً : قراءة القرآن الكريم ، الآية في هذا الشهر بختمة في سائر الشهور .
ثالثاً : قراءة دعاء الافتتاح
رابعاً : قراءة الأدعية النهارية خصوصاً المقطع الأول إلى الاستغفار .
خامساً: دعاء البهاء الذي هو أقرب من اسم الله الأعظم إلى أي دعاء آخر ( اللهم إني أسألك من بهائك بأبهاه . . .)
سادساً : صلوات النوافل اليومية في هذا الشهر صلي الإحدى وخمسين فمن صفات المؤمن الجهر بـ " بسم الله الرحمن الرحيم " وصلاة إحدى وخمسين ، نحن طوال السنة لا نصلي 51 فأقلاً نصليها في شهر رمضان.
سابعاً : نسجد لله في كل يوم سجدة نشكر الله عز وجل فيها سجدة خاصة غير السجدة في آخر الصلوات نكرر فيها الشكر لله – أقلاً – مائة مرة ، أول ما نجلس من النوم ، أو في الليل جدد لله في هذه الليالي شكراً .
ونسأل الله بحق المصطفى وآله أن يصلي عليهم صلاة نامية زاكية باقية وأن يصلي على ولي أمره القائم المنتظر وأن يجعلنا ممن ينال من بركات ورحمات هذا الشهر بجاههم وحقهم ، وأن يفرج عن اخواننا وأقاربنا وأصدقائنا المؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها وخاصة المسجونين والمكروبين والمرضى والحمد لله رب العالمين .

التعديل الأخير تم بواسطة بثينه عبد الحميد ; 06-01-2016 الساعة 02:07 AM
رد مع اقتباس